استكشاف الجمال الطبيعي لمنطقة هاكوني على متن ”سفن القراصنة“
تتيح ’’سفن القراصنة‘‘ في بحيرة أشي بهاكوني للزوار فرصة رؤية الجمال الطبيعي للمنطقة عن كثب. أحدث قطع أسطول سفن رحلات هاكوني السياحية هي الملكة أشينوكو التي تتميز بتصميم داخلي يحمل بصمة ميتوؤكا إيجي.
بحيرة أشي في هاكوني هي الأكبر ضمن محافظة كاناغاوا ومنها يمكن رؤية جبل فوجي عندما تكون السماء صافية. الجبال المحيطة – بما فيها كوماغاتاكي وكاميياما – تشكل مناظر خلابة لا تقل روعة عن قمة الجبل الشهيرة. الزوار على موعد أيضا مع مشهد أكثر إثارة للفضول هو مشهد ’’سفن القراصنة‘‘ المتلألئة التي تبحر عبر البحيرة على بعد أميال من أقرب محيط. وقد باتت تلك السفن الآن رمزا شهيرا للبحيرة وهي تتيح للأطفال فرصة إطلاق العنان لخيالهم في الإبحار عبر أعالي البحار. كما أن تصميماتها الداخلية الأنيقة والمريحة تمنح الكبار فرصة للاستمتاع بمناظر هاكوني الطبيعية.
الملكة أشينوكو هي آخر من انضم إلى أسطول سفن القراصنة، ويظهر في الخلفية جبل فوجي (حقوق الصورة لوكالة أوداكيو).
بحيرة أشي تاريخيا
من الناحية التاريخية، كان لموقع بحيرة أشي على طريق توكايدو السريع القديم الممتد من إيدو (حاليا طوكيو) إلى كيوتو دور في جعل البحيرة مركزا تجاريا مهما. من بين الهياكل المتوزعة على طول الشاطئ في يومنا الحالي والتي تذكرنا كيف أن المنطقة كانت بلدة مركزية مزدحمة، معبد هاكوني الشينتوي والذي يعود إلى عصر نارا (710-794) وكان مكانا للعبادة من قبل قادة عسكريين مثل ميناموتو نو يوريتومو (1147-1199)، وهاكوني سيكيشو وهي نقطة تفتيش حيوية كانت السلطات تفرض رقابة صارمة على حركة المسافرين من وإلى العاصمة الإقطاعية.
كانت هاكوني منذ عصر مييجي (1868–1912) وجهة شهيرة للأشخاص الفارين من حرارة طوكيو أو الراغبين بالانغماس في ينابيع المياه الحارة. وتفخر المنطقة باحتوائها على الكثير من مناطق الجذب السياحي والمطاعم ومتاجر بيع الهدايا التذكارية.
تنقل سفن القراصنة في هاكوني الركاب بين 3 أرصفة متوزعة على ضفاف البحيرة، أقربها إلى الطريق السريع القديم ونقطة التفتيش هو رصيف هاكوني ماتشي. على بعد مرمى حجر يوجد خط النهاية لقسم الذهاب في سباق تتابع المسافات الطويلة والذي يقام سنويا ويدعى ’’هاكوني إيكيدين‘‘ وقد غدا السباق حدثا رياضيا تقليديا قوميا كرس له متحف خاص يمكن للسياح زيارته. تغادر رحلات السفن السياحية الصباحية من رصيف هاكوني ماتشي باتجاه رصيف موتوهاكوني الذي يبعد مسافة قصيرة سيرا على الأقدام من معبد هاكوني ومتنزه أونشي هاكوني. يقع كلا الرصيفين في الطرف الجنوبي من بحيرة أشي الطويلة والضيقة وتستغرق الرحلة 10 دقائق فقط.
سياح بجانب سفينتي القراصنة ’’رويال اثنان‘‘ (على اليسار) والملكة أشينوكو الراسيتين في رصيف هاكوني ماتشي.
بوابة السلام في معبد هاكوني وهي مغمورة جزئيا في المياه ويتوافد إليها السياح لالتقاط الصور.
تستغرق الرحلة من رصيف موتوهاكوني في الطرف الجنوبي من البحيرة إلى رصيف توغينداي على الشاطئ الشمالي حوالي 25 دقيقة. من هناك تستغرق الرحلة 16 دقيقة بالسيارة من محطة قوارب الغندول المجاورة ’’توغينداي‘‘ إلى وادي أوواكوداني الشهير بحرارته الجوفية حيث تتصاعد منه أعمدة دخان. كما أن ركوب تلفريك هاكوني حتى المحطة الأخيرة ’’سونزان‘‘ يتيح للزوار رؤية بعض من أفضل المناظر في هاكوني. ومن هناك تنقل العربات المعلقة الركاب إلى محطة غورا حيث يمكنهم التبديل إلى سكة حديد هاكوني توزان.
يعبر تلفريك هاكوني فوق وادي أوواكوداني الذي تنبعث منه الأدخنة.
صورة للرصيف توغينداي والسفينة رويال اثنان من سطح سفينة النصر.
تستغرق رحلة العودة من توغينداي إلى هاكوني ماتشي حوالي 25 دقيقة. المسار النموذجي يمر حول البحيرة بعكس اتجاه عقارب الساعة من هاكوني ماتشي إلى موتوهاكوني قبل العودة إلى توغينداي في رحلة تصل بمجملها إلى 70 دقيقة شاملة للوقفات. يمكن لحاملي تذاكر السفر ذهابا وإيابا الصعود مجددا من أية محطة ما يمكّن من استكشاف مناطق الجذب السياحي على طول الطريق والاستمتاع بوسائل الراحة التي توفرها السفن المختلفة. هناك الكثير من مواقف ركن السيارات المجانية في الأرصفة، ما يجعل الزيارة بالسيارة خيارا مناسبا.
متحف هاكوني إيكيدين.
سياحة لجميع أفراد الأسرة
يجتاز ما مجموعه ثلاث سفن للقراصنة البحيرة حاليا أقدمها سفينة النصر وكانت قد دخلت الخدمة في عام 2007 وهي مصممة على غرار سفينة البحرية الملكية البريطانية الشهيرة HMS Victory. ولإثارة مخيلة الركاب، جُهزت السفينة بمدافع وصناديق كنوز وغيرها من الأشياء المثيرة للفضول.
أما السفينة رويال اثنان والتي دخلت الخدمة في عام 2013 فهي مصممة على غرار السفينة Royal Louis إحدى قطع أسطول البحرية الملكية الفرنسية في القرن الثامن عشر. تحتوي السفينة على تماثيل للقراصنة على سطحها وعلى خدع بصرية في الممرات بحيث يمكن للركاب التقاط صور.
يمكن تمييز سفينة النصر من اللون الأسود الذي يغلب على تصميمها.
وجود تمثالي قائد دفة السفينة وبحار الاستطلاع يضفي لمسة ساحرة على ديكور سطح السفينة رويال اثنان.
تبدو السفينة رويال اثنان في زاوية للخدع البصرية كما لو أنها تتعرض لهجوم من قبل القراصنة.
أدخلت سفينة الملكة أشينوكو الأكثر شهرة حاليا إلى الأسطول في صيف عام 2019. التصميم الداخلي للسفينة هو من عمل المصمم الصناعي ميتوؤكا إيجي الذي طبق أيضا أسلوبه المبتكر على قطار كيوشو شينكانسين والقطار السياحي الفاخر ناناتسوبوشي.
تحمل الملكة أشينوكو تمثالا للإلهة الإغريقية نيكه في مقدمة السفينة التي تتزين بحلة ذهبية ما يجعلها قطعة فنية تستحق التأمل. أما على سطح السفينة فقد تم استخدام ظلال قرمزية وشعارات على شكل تيجان لجعلها أكثر هيبة.
شيباياما ناناكو تشرف على تسويق خط رحلات هاكوني لمشاهدة معالم المدينة، وهي توضح كيف أن الملكة أشينوكو مصممة على أساس مفهوم الإثارة، حيث تقول ’’لقد استندنا إلى فكرة سفن القراصنة الحالية التي تحظى بالفعل بإعجاب الأطفال، من خلال إضافة مستوى من التعقيد بحيث يجذب الركاب البالغين أيضا‘‘.
تمثال إلهة النصر الإغريقية نيكه يزين مقدمة سفينة الملكة أشينوكو.
بصمة ميتوؤكا إيجي واضحة في أسلوب تصميم منصة المراقبة.
يتضح أسلوب ميتوؤكا في التصميم الداخلي للسفينة أيضا وصولا إلى أدق التفاصيل. حيث يجمع التصميم الداخلي بين الديكور الفخم على الطراز الغربي وبين الجمال الأصلي، بما في ذلك الأبواب والألواح التي تحتوي على أعمال فنية مفرغة في الخشب من طراز أوكاواكوميكو من فوكوؤكا والأرضيات التي تستحضر تطعيم الخشب على طريقة هاكوني يوسيغي زايكو المحلية.
حتى ركاب الدرجة الاقتصادية لهم نصيبهم من الراحة والرفاهية.
تزين أعمال تفريغ الخشب والعناصر الزخرفية الأخرى الجدران والأسقف.
أناقة من الدرجة الأولى
توصي شيباياما الركاب بمقصورة الدرجة الأولى من السفينة وهي تجربة تصر على أنها تستحق دفع رسوم إضافية. تقع مقصورة الدرجة الأولى في مقدمة السفينة وهي فسيحة وتعطي شعورا بالراحة ولها مكان للرؤية خاص بها يتميز بإطلالة رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة بدون أن يعترضها أي عائق.
مقصورة الدرجة الأولى في سفينة الملكة أشينوكو.
سطح الدرجة الأولى من السفينة هو المكان الوحيد الذي يجتمع فيه منظر تمثال الإلهة الإغريقية نيكه وبوابة المعبد.
تقول شيباياما إن الملكة أشينوكو لا تزال نوعا ما مثل جوهرة مخفية لم تستكشف بعد بسبب تدهور السياحة على طول ’’المسار الذهبي‘‘ في هاكوني وهو جولة لمشاهدة معالم المدينة بالحافلة والقطار والقارب والعربات المعلقة. فبعد أسابيع فقط من إدخال السفينة للخدمة في أبريل/نيسان 2019، تم إغلاق تلفريك هاكوني بسبب زيادة النشاط البركاني في أوواكوداني. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول عندما تم تخفيض مستوى التأهب أخيرا من النشاط البركاني، تسبب إعصار مدمر في تعطيل سكة حديد هاكوني توزان، لتأتي بعد ذلك جائحة فيروس كورونا وتفاقم الوضع أكثر.
تشير شيباياما إلى أن المنطقة بدأت تستعيد حيويتها السابقة منذ استئناف الخدمة على سكة حديد هاكوني توزان في أواخر يوليو/تموز. وتقول إن المسار الذهبي يحتفل بعيده الستين هذا الخريف وإن هناك مجموعة من الفعاليات المخطط لها للاحتفال بهذه المناسبة.
السفينة رويال اثنان تبحر بانسيابية عبر بحيرة أشي.
سفن مشاهدة المعالم السياحية في هاكوني
- رصيف هاكوني ماتشي: 161 هاكوني ماتشي، كاناغاوا.
- رصيف موتوهاكوني: 6-40 موتوهاكوني، هاكوني ماتشي، كاناغاوا.
- رصيف ميناء توغينداي: 164 موتوهاكوني، هاكوني ماتشي، كاناغاوا.
- تذاكر الذهاب والإياب: البالغون: 1930 ينا، الأطفال: 940 ينا (مقصورة الدرجة الأولى تكلف 770 ينا إضافيا للبالغين و 400 ين للأطفال).
- تذاكر الذهاب فقط: البالغون: 1050 ينا، والأطفال: 520 ينا (مقصورة الدرجة الأولى تكلف 500 ين إضافي للبالغين و 250 ينا للأطفال). تتوفر أيضا تذاكر أخرى مثل رحلة هاكوني السياحية وتذكرة تلفريك هاكوني للركوب غير المحدود ليوم واحد.