عجائب جزيرة مياجيما الساحرة
جزيرة مياجيما قبالة ساحل محافظة هيروشيما، وهي جزيرة صغيرة تعد إحدى المواقع الثلاثة الشهيرة في اليابان إلى جانب جزر ماتسوشيما في محافظة مياجي والمعبر الرملي أمانوهاشيداتيه بمحافظة كيوتو. تحيط بهذه الجزيرة زرقة بحر سيتو الداخلي، ويهيمن عليها اللون الاخضر الداكن نظراً للمرتفعات المغطاة بما عرف بالغابات العذراء. حظيت هذه البقعة الخلابة (والتي يعني اسمها باللغة اليابانية ”جزيرة المعبد“) منذ العصور القديمة بالتبجيل كونها مكاناً مقدساً.
تحمل مياجيما أهمية خاصة لفرسان عشيرة هايكه التي هيمنت على الحياة السياسية في البلاط الامبراطوري في نهاية فترة حكم هييان (٧٩٤- ١١٨٥). وقد اُختير زعيمهم القوي تايرا نو كيوموري (١١١٨-١١٨١)، ليصبح أول فارس ياباني/ ساموراي يتبؤ منصب الوزير الاول في البلاط وليكون المسؤول على استكمال بناء معبد ايتسوكوشيما بشكله الحالي. ولعل اللون القرمزي الفاقع للمعبد وبوابة توريي العظيمة والتي تظهر كأنها طافية على سطح ماء موج المد، يظهران تبايناً رائعاً مع زرقة لون الماء والسماء وخضرة الطبيعية الساحرة في الخلف.
ولطالما كانت مياجيما مقصداً للسياح من جميع انحاء العالم ويمكن أن نتوقع إقبالاً متزايدا من قبل الزوار من اليابان خلال الأشهر المقبلة، بسبب سلسلة الدراما التاريخية المنتجة من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK والتي تجسد حياة تايرا نو كييوموري والتي تم عرضها على مدار عام ٢٠١٢.
تُظهر هذه الصور البانورامية التي تدور بزاوية ٣٦٠ درجة معبد إيتسوكوشيما والذي صنف من قبل اليونيسكو كموقع من مواقع التراث العالمي، بالإضافة إلى موقعين آخرين على جزيرة مياجيما وهما قاعة سينجوكاكو الواسعة في معبد تويوكوني، والتي احتضنت أمير الحرب تويوتومي هيدييوشي (١٥٣٧–١٥٩٨)، ومنتزه موميجيداني حيث تختلط فيه المناظر الطبيعية للحدائق الواسعة مع غابات الجزيرة العذراء. نأمل بأن تستمتعوا بهذه الزيارة الافتراضية للجزيرة في ذروة فصل الخريف عندما تبدو ألوان الأشجار على أروع ما تكون والجزيرة في أبهى حللها.